سيعمل علماء من المملكة المتحدة والخليح معاً على ثمانية مشاريع بحثية متقدمة في دول الخليج الستة وذلك بفضل التمويل الذي منحته الحكومة البريطانية بقيمة 3.4 مليون دولار والمخصص لمشاريع البحث العلمي في مجالات تشمل تقنية النانو (الجزيئات متناهية الصغر) وأمن الانترنت وغيرها. وسوف يعمل التمويل على تعزيز العلاقات العلمية بين المملكة المتحدة ومنطقة الخليج من أجل إيجاد حلول للتحديات العالمية المشتركة. 

ويُذكر أن المشروع تُديره وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية البريطانية بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني، حيث أطلق الاثنان دعوة مفتوحة لتقديم طلبات البحث العلمي المشترك في دول الخليج الستة في يوليو الماضي. وقد حظيت الدعوة بنسبة استجابة عالية حيث تم استلام 172 طلباً من مؤسسات التعليم العالي والهيئات البحثية في المنطقة. ويرتبط موضوع الدعوة بشكل وثيق بأولويات دول الخليج مثل الغذاء والتغذية، والمياه، والطاقة، وترابط الغذاء-المياه- الطاقة بالإضافة إلى أمن الانترنت. 

وقد خضعت الطلبات لمراجعة دقيقة من قبل مجموعة من الأكاديمين الدوليين القادة في المجال بين يوليو 2016 ويناير 2017 وتم بعدها ترشيح أفضل الطلبات في فبراير 2017. وقد غطت الطلبات جميع دول الخليج، حيث ترشح طلبان من السعودية، واثنان من الإمارات العربية المتحدة وطلب واحد من كل دولة خليجية متبقية. وسوف يحصل كل مستفيد على منحة تصل إلى 400 ألف جنيه استرليني لتنفيذ المشاريع على مدار عامين، حيث سيعمل العلماء من المملكة المتحدة والخليج معاً لضمان أن تحقق هذه الفرص التعاونية أعظم أثر لكل من المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى ترسيخ شراكات طوية الأمد في أهم مجالات البحث العلمي. 

اعرف المزيد عن مشاريع البحث العلمي الثماني بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الممولة عبر برنامج "الروابط المؤسسية."

تقنية النانو (الجزيئات متناهية الصغر) - المملكة العربية السعودية

يهدف المشروع، الذي يجمع بين باحثين من جامعة كينت وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، إلى تعزيز فهم تقنية الجزيئات متناهية الصغر الجديدة القائمة على العناصر الترابية النادرة. يمكن لهذه الجزيئات المميزة تخزين الأكسجين وتتمتع بنطاق واسع من الاستخدامات المحتملة مثل تحويل الطاقة، وتخزين الطاقة، والحماية والمعالجة البيئية. وتشكل، في الوقت الراهن، أكثر من 100 شركة بريطانية جزءاً من صناعة خلايا الوقود الهيدروجينية في المملكة المتحدة.

أمن الانترنت - المملكة العربية السعودية

يهدف التعاون بين جامعة الملك سعود وجامعة لوبورو في المملكة المتحدة إلى تطوير أمن الكتروني أفضل لـ "إنترنت الأشياء Internet of Things". وبما أن أكثر الأجهزة التي نستخدمها بدءاً من المنتجات الاستهلاكياً وصلاً إلى أنظمة الإضاءة وشبكات الطاقة مرتبطة جميعها بالانترنت، فإن الخطر السيبراني على الحياة اليومية قد أصبح أعظم. وباستخدام نظرية الألعاب للتنبؤ بماهية الأنشطة والنتائج التي سيتميز بها أي هجوم على الانترنت، فإن هذا المشروع يسعى أيضاً لخلق طرق ديناميكية أفضل للكشف عن عمليات الهجوم على هذه الأنظمة الحساسة.

الطاقة المتجددة - قطر

يسعى المشروع، الذي يجمع بين باحثين من جامعة نيوكاسيل وجامعة قطر، إلى تعزيز الفهم حول عمليات احتراق الغازات الحيوية. ويوفر مصدر الطاقة المتجددة هذا، الذي يتم الحصول عليه من مكبات النفايات ومخلفات الحيوانات والإنسان العضوية، وقوداً محتملاً لتوليد الكهرباء وصناعة السيارات. وقد ساعدت الشراكة على تحديد بعض الفرص في قطر نظراً لوجود شركات النفظ والغاز فيها، وسوف تعمل على الجمع بين خبرة الخليج التجريبية ونموذج الحاسب الفائق من المملكة المتحدة.

تحلية المياه - الإمارات العربية المتحدة

تهدف الشراكة بين جامعة مانشستر ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا إلى استخدام تقنية الغرافين العالمية لتحسين تقنيات تحلية المياه القائمة على الأغشية. وتسعى هذه المواد الجديدة إلى تقليص الطاقة المطلوبة وزيادة حجم المياه العذبة الناتجة. إن استهلاك الطاقة يحد من عمليات التحلية الراهنة، وسوف يتم تحديد شركاء مناسبين في الصناعة، خلال تقدم المشروع، من أجل الاستثمار في نتائج الأبحاث. يسعى هذا التعاون بين جامعة بريستول وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث إلى تحسين عمليات الكشف عن تكاثر الطحالب الضارة والتنبؤ بها والحيلولة دونها. وتزداد هذه الانتشارات الطحلبية في مياه الخليج ويمكن أن تترك أثراً سلبياً كبيراً على صحة الإنسان، والسياحة، وتحلية المياه والصناعات المائية. ويمكن للتحذير المبكر والبحث في أسباب تكاثر الطحالب الضارة أن يؤدي بشكل كبير إلى تقليص أثرها الاجتماعي والاقتصادي.

الأمن الغذائي - سلطنة عُمان

تهتم هذه الشراكة بين جامعة شيفيلد وجامعة صحار بتطوير طريقة مبتكرة للتوسع في الزراعة من شأنها التقليص من استهلاك المياه العذبة بشكل كبير. وسوف يبني التعاون على القدرات البحثية داخل الدولة ويعمل على إثبات إمكانية خلق "قطاع زراعة غير ترابية" مستدام وكفؤ في استخدام الموارد يتم تكييفه بالشكل الأمثل ليناسب الظروف البيئية والسوقية في سلطنة عمان. 

معالجة النفايات المستدامة - الكويت

سوف يجمع المشروع المقترح بين فريق من الخبراء من جامعة كرانفيلد، وجامعة أستون والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت للعمل على تحسين المعالجة الحرارية للنفايات. وتتضمن العملية استخدام الطاقة الشمسية لتحويل النفايات إلى زيوت عضوية مفيدة بطريق أقل اعتماداً على الموارد. وسوف يعمل الفريق مع الهيئات الاستشارية الكويتية، والهيئة العامة للبيئة الكويتية، وشركات كويتية وبريطانية لإدارة ومعالجة النفايات، بالإضافة إلى شركات استثمار من أجل الاستمرار في تطوير العملية وتعزيز التكنولوجيا. ويُحتمل أن تنتشر هذه التكنولوجيا في بقية دول الخليج وخارجها. 

الطاقة المتجددة - البحرين

سوف يؤدي التعاون إلى تأسيس مركز بحوث دائم للطاقة المستدامة والمياه في جامعة البحرين بحيث يرتبط بشكل وثيق بمركز تقنية أنظمة الطاقة المتجددة (CREST) في جامعة لوبورو وبوحدة الطاقة المستدامة (SEU) البحرينية. سوف يكون للمركز الجديد أثر إيجابي قوي على هذه المجالات ذات الأولوية، حيث سيعمل إلى جانب هيئة الكهرباء والماء البحرينية لتوفير البحوث والدعم الفني في تطوير وتنفيذ الخطة الوطنية البحرينية للطاقة المتجددة (NREAP). وسوف يعمل في النهاية على ابتكار طرق مقاسة كمياً وقابلة للتطبيق تقنياً لتطوير نظام مستدام للطاقة والماء للبحرين في عام 2030. وسوف يركز التعاون بشكل مكثف على بناء القدرات في المركز الجديد.