Success Stories
Success Stories

  يمكن للنجاح أن يتخذ أشكالاُ عديدة كما تقول إحدى العضوات السابقات في برنامج "سبرينج بورد"، استمع إلى قصتها واستلهم أفكاراً جديدة. قصتي ليست قصة نجاح تقليدية، فهي ليست حكاية عن كيفية تغلبي على كل الصعاب أو اجتيازي للمعضلات، كما أنني لست كالعنقاء ذلك الكائن الخرافي الذي حين يكبر يحترق ثم يُبعث من تحت الرماد في نهاية المطاف لأتحول إلى تلك المرأة التي أريدها، فأحياناَ ينبغي علينا أن نخطو خطوة للوراء من أجل الانطلاق إلى الأمام.

فعندما قمت بالتسجيل في برنامج سبرينج بورد، كنت قد انتقلت حديثاً قبل أربعة أشهر إلى السعودية، وفي بلدي كنت موظفة مبتدئة ناجحة في مجال التدريب والتنمية في إحدى الشركات العالمية، ولم أحدد مجال عملي بسهولة فقد استغرقت وقتاً طويلاَ لأعرف ماذا أريد في الحياة. كنت أسافر كثيراً، وأعقد اجتماعات مع الناس وأصمم الدورات التدريبية وشعرت أنني قد وجدت طريقي. ولم أشترك مطلقاً في برنامج لتطوير المرأة، إذ كنت متأقلمة مع وضعي وأشعر بالراحة على المستويين الشخصي والمهني، حيث كنت أعيش حلماً. مسار جديد فجأة انتقلت مع زوجي للعيش في السعودية، ولم أعد تلك الموظفة الناجحة، فقد أصبحت مجرد زوجة متواضعة وكم كنت محبطة وقتها. ولكن لا تفهموني بشكل خاطئ، فأنا متزوجة من رجل رائع، ولكن مع فقداني للأسرة والأصدقاء والعمل فقدت نفسي، ومع انغماسي في الأعمال المنزلية لم أعد أشعر بالسعادة في وضعي الجديد، فالأمور لم تكن واضحة بالنسبة لي، إذ لم يوجد أي تمهيد لما أنا فيه ولم يعرفني أحد بمهامي الجديدة.

تعرفت على برنامج سبرينج بورد وقلت لنفسي: "هذا تماماً ما أمرني به الطبيب". فقد كنت بحاجة إلى إعادة اكتشاف نفسي واستعادة السيطرة على حياتي وإعادة تحديد أهدافي وتطلعاتي". وسرعان ما وجدت نفسي أعمل في شركة خاصة صغيرة في وظيفة ليست لها مسمى أو مهام محددة، وقلت لنفسي إنها مجرد وظيفة وليست استكمالاً لمسيرتي المهنية. ثم تعرفت على برنامج سبرينج بورد وقلت لنفسي: "هذا تماماً ما أمرني به الطبيب". فقد كنت بحاجة إلى إعادة اكتشاف نفسي واستعادة السيطرة على حياتي وإعادة تحديد أهدافي وتطلعاتي.

لقد كتبت بسذاجة في دفتر الواجب أنني أريد استكمال مسيرتي المهنية والعمل في شركة كبيرة، وأن أحظى بالتقدير وأعود للانضمام لصفوف السيدات الناجحات اللواتي يلهمن الآخرين ويحظين بإعجابهم. فإذا نظرنا لذلك سنجد أنه من غير الواقعي بالنسبة لي تحقيق هذه التطلعات، فقد غيرت حياتي وحالتي الاجتماعية ومحيطي الاجتماعي، فكيف يمكن لي التمسك بهذه الأهداف؟ ألم أحققها من قبل؟ ربما أحتاج إلى وضع أهداف جديدة تناسب حياتي الجديدة، فقد انتظرت التغيير لأجد ذاتي مجدداً. وبعد شهور، كنت لا أزال في عملي ولا تلوح في الأفق فرصة في مجال التدريب، ولكن كنت أكثر راحة في محيطي الاجتماعي الجديد، وقد تقبلت التغيير الذي حدث لي وتعلمت التعايش مع حياتي الجديدة ووجدت شعوراً جديداً بالهدف، إذ شعرت بالاعتزاز في بيتي وبمسؤولياتي الجديدة. فعندما نجتمع في برنامج "سبرينج بورد" ويحكي الآخرون كيف أنهم بدأوا في دراسة جديدة أو حصلوا على الوظيفة التي يريدونها، كنت أشعر بالسعادة والبهجة. ت

قبل التغيير كما ترون، فإن أولوياتي قد تغيرت مع ظروفي الجديدة، وطوال هذا الوقت كنت أقاوم التغيير بدلا ًمن تقبله والتعايش معه. فهدفي الجديد في الحياة كزوجة وأم أرضاني، إذ أصبحت لدي أهداف جديدة. بالطبع مازلت أستحق أن يكون لي مجال عمل ولا تزال لدي طموحات مهنية، ولكنني تصالحت مع نفسي. اليوم أنا زوجة وأم وأنا فخورة بدوري الجديد، حيث أتعامل مع مسؤولياتي الجديدة بجدية تامة، بل والعمل كدوام كامل وحسب ما تتطلبه الظروف في أي وقت. كما أنني غالباً ما أعمل في عطلات نهاية الأسبوع وليس هناك ساعات عمل ثابتة، وهذا الدور يستدعي مهارات القيادة والتفكير المستقل والإبداع وإدارة المشاريع. وغالباً ما تكون النتائج طويلة الأمد ولكنها مرضية أكثر.

الدروس التي تعلمتها:

  • النجاح في الحياة يمكن أن يكون له وجوه مختلفة
  • خذ وقتك لإعادة تقييم وقتك وطموحاتك
  • لا تقاوم التغيير بشكل مباشر
  • اسع للسلام مع ذاتك