By Anne W

01 شباط 2024 - 19:09

A man studying an English Online course on his laptop

مقدمة  

كثيرًا ما أسمع من دارسي اللغة الإنجليزية عبارة "يمكنني أن أفهم كل شيء تقريبًا، ولكن كل المشكلة أنه لا يمكنني التحدث!" وهذه ظاهرة شائعة في تعلم أي لغة، يرد عليها المعلمون أو المتحدثون بطلاقة بأنها تمثل بدرجة كبيرة مسألة ثقة، ولعلكم فعلًا على دراية بذلك.  

 المطلوب إذًا هو الإقدام بجرأة على التحدث، أليس كذلك؟ ما أسهل الكلام وما أصعب الفعل. فلعل الناس يشجعونك بقولهم: "كلما تمرنت، زادت ثقتك"، أما أنت فسوف تسأل في قرارة نفسك: "وكيف لي أن أبدأ في التمرن دون ثقة؟!" إذا كنت تتابع القراءة حتى الآن لأن هذا الموقف يبدو مألوفًا بالنسبة لك، فلن أخفي عنك الحقيقة: إن الانتقال من مرحلة المعرفة باللغة الإنجليزية إلى التحدث بطلاقة أشبه بسلسلة من الخطوات، وليست حلًا سريعًا، ولكن أرجو للنصائح الخمس التالية الواردة أدناه أن تساعدك في أن تخطو خطواتك نحو الأمام. 

 الإنصات 

أنصت باهتمام إلى ما يقوله الناس، ولا تركز على المعنى فقط، بل أنصت أيضًا إلى الكلمات والأصوات. أنصت ولاحظ الإيقاع، وكيف ترتبط الكلمات معًا، وما هي الحروف التي يجري إسقاطها. هل هناك شيء يثير دهشتك؟ إذا كنت تشاهد مقطعًا للفيديو، فيمكنك إعادة عرض مقطع من الحديث حتى تتبين مخارج الأصوات بشكل أفضل. أما إذا كنت تواجه المتحدث مباشرةً وواتتك الجرأة، فيمكنك أن تطلب منه تكرار ما قاله لكي تنصت إلى الطريقة التي نطق بها ما قاله، ولمساعدتك في فهم الفارق. 

 احفظ في ذهنك الأشياء الجديدة التي تتعلمها، وقم بتكرارها في رأسك بعدها. تخيل نفسك وأنت تقول هذه الأشياء، بل وتمرّن على قولها بصوتٍ عالٍ (عندما تكون بمفردك!). إذا كنت ترغب في التحكم في الطريقة التي تتمرن بها، فيمكنك مشاهدة المحادثات والإنصات إليها على مستويات مختلفة على موقعنا الإلكتروني، ثم يمكنك أن تتمرن في النصف الثاني من الفيديو. 

 كما يمكن أن تتمرن على بعض مهارات التحدث باستخدام هذه الفيديوهات المتاحة على موقع LearnEnglish التابع لنا.  

تكرار الأسئلة في أجابتك 

لنفرض أن زميلاً بريطانيًا سألك في صباح أحد أيام الاثنين: "Did you have a good weekend؟" (هل قضيت عطلة لطيفة خلال نهاية الأسبوع؟) ليدب الذعر في أوصالك! فإذا فجأة، لا تسعفك الذاكرة لتتذكر ما إذا كان المفروض أن تستخدم زمن past simple أم present perfect للتحدث عن عطلة نهاية الأسبوع التي قضيتها. أنت تعلم الإجابة، فكيف يعقل أن تكون قد نسيتها؟  

 توقف. وبدلاً من تقريع نفسك، عد إلى السؤال الذي طُرح عليك، فقد كان بصيغة past simple، ولابد للإجابة أن تكون بنفس الزمن هي الأخرى. "It was lovely, thanks. We went to my parents’. Did you do anything nice؟" (أشكرك، كانت عطلتي لطيفة. فقد زرنا منزل أبي وأمي. هل فعلت شيئًا لطيفًا؟) 

كيف تتحدث الإنجليزية بثقة – دليل مجاني لكل ما يلزمك لبناء ثقتك عند التحدث باللغة الإنجليزية
حمل الدليل

 لا تخف من ارتكاب الأخطاء  

ينبغي ألا تقلق بشأن ارتكاب الأخطاء، بطبيعة الحال؛ فجميعها جزء أساسي من عملية التعلم. ولكن إن كان الخوف من "إفساد الأمر" في مواقف حقيقية يضغط بالفعل على أعصابك، فابدأ بحل وسط تشعر من خلاله بمزيد من الارتياح. ولعل تناول القهوة مع زملائك في العمل ومشاركتهم الحديث يقدم لك "حلاً وسط" يناسبك، فهو يجمع بين الفصل الدراسي والمواقف الحقيقية للتفاعل باللغة الإنجليزية. أو ابحث عن مجموعة من الناطقين باللغة الإنجليزية أو التبادل اللغوي في منطقة سكنك.  

 إذا لم تكن ترغب في الالتحاق بصف لدراسة اللغة الإنجليزية، أو لم تكن هناك أي مجموعات ناطقة بالإنجليزية بالقرب منك، فحاول أن تجد شخصًا تتمرن معه. وليس من الضروري أن يكون ذلك في صورة تبادل لغوي صرف؛ حيث يمكنك أن تلتقي بدارس آخر للغة. وليس من الضروري أيضًا أن يكون قادرًا على التحدث بطلاقة، بل يكفيه الإلمام بقدر كافٍ من اللغة الإنجليزية للتحدث معك ومساعدتك في البدء في التخلص من التوتر. وفي الواقع، لن تهتز ثقتك إذا ما وجدت أن شريكك في المحادثة يقع بدوره في أخطاء. 

 عندما تجد نفسك في مواقف حقيقية، مع متحدثين من أبناء اللغة أو من يتعلمونها من غير الناطقين الأصليين بها ممن يبدون قدرًا من الثقة أعلى منك، فلعله من المفيد أن تعترف لنفسك أو للآخرين بأنك تدرس اللغة. خذ وقتك، فلا يحق لأحد أن يستعجلك، أو يقاطعك لتصحيح ما تقوله، أو يحاول تخمين ما تحاول أن تقوله. كما أن لغتك الإنجليزية تمر حاليًا بحالة انتقالية؛ فهي لم تبلغ محطتها النهائية بعد، كما أن الأخطاء التي ترتكبها اليوم ستزول العام المقبل.  

 دوّن أخطاء - سواءً في ذهنك أو بصيغة مكتوبة، فهذه هي أدوات التعلم الخاص بك، والتي تنفرد أنت بها. ويمكنها أن تساعدك في فهم الكيفية التي تفكر بها باللغة الإنجليزية 

 تقبل الفوضى السائدة في طريقة هجاء الكلمات الإنجليزية  

إذا كان النطق هو ما يعطلك عن التحدث، فلعل السبب في ذلك هو أن عقلك قد تملّكه العناد بما يدفعه إلى إيجاد علاقات مثالية تربط ما بين الهجاء والحديث كما هو الحال في اللغات الأخرى. لكنك تعلم أن الهجاء في اللغة الإنجليزية أبعد ما يكون عن الوضع المثالي، والجميع يعلمون ذلك، ولكن من الصعب التخلص من العادات التي ترسخت لدينا (مثل رؤية إحدى الكلمات ونطقها نفس طريقة كتابتها).  

 إذا كان السيناريو المشروح أعلاه يبدو مألوفًا لك، فحاول أن تتعرف أولاً على النسخة المنطوقة من الكلمات، كلما أمكن ذلك. وإذا كانت الأفلام تمثل مصدرًا ثريًا بالنسبة لك لتلقي المدخلات اللغوية الإنجليزية وكنت معتادًا على مشاهدة الترجمات على الشاشة، فعليك بإيقاف عرضها. إن تعلم الأبجدية الصوتية قد يفيدك أيضًا، وقد يبدو ذلك كمهمة عسيرة، لكن أغلب الطلاب يتقنونها في غضون ساعات. فمطالعة كلمة مكتوبة ومعرفة أن النطق السليم ليس "mountain"، وإنما /ˈmaʊntɪn/ قد يقدم لعقلك التوضيح الذي كان ينشده. 

 إدراك أن اللغة الإنجليزية تخصك تمامًا كما تخص الآخرين 

يختلف تعلم الإنجليزية عن تعلم الفرنسية أو الصينية أو أي لغة أخرى في جانب مهم؛ ألا وهو أن الإنجليزية لم تعد "تخص" الناطقين الأصليين بها وحدهم. فمن بين جميع المحادثات التي تدور باللغة الإنجليزية في شتى أنحاء العالم الآن، أي فئة منها تمثل الأكثرية في نظرك: المحادثات بين المتحدثين الأصليين، بين المتحدثين الأصلين وغير الأصليين، أم بين المتحدثين غير الأصليين؟  

 الإجابة؟ إنها الفئة الأخيرة وبفارق كبير. فأغلب الناس الذين يتحادثون بالإنجليزية في هذه اللحظة هم على سبيل المثال، ياباني وأرجنتيني، روسي ويوناني، مغربي ومجري. ويسهم المتحدثون غير الأصليين في تطور اللغة الإنجليزية (على سبيل المثال من خلال التخلي عن القواعد الخاصة بالأسئلة التأكيدية (Question Tags) التي اشتهرت بالصعوبة والتعقيد). لذا، أشكركم جميعًا على تبسيط "لغتي"، وزيادة كفاءتها. اللغة الإنجليزية مدينة لكم! 

 إليك نصيحة أخيرة تتعلق بجميع النصائح السريعة المقدمة أعلاه: فكّر في السبب الذي يقف خلف قلقك من التحدث. ما الذي يعقِد لسانك عندما تحاول قول شيء ما؟ التعرض إلى السخرية؟ استغراق وقت زائد وفقدان انتباه المستمع؟ ضياع المعنى الجوهري لما تريد قوله؟  

 إن تخصيص الوقت اللازم للتفكير وإدراك السبب الذي يجعلك تواجه صعوبة في التحدث سيساعدك على تحديد المواقف التي من المرجح أن تواجه فيها أكبر قدر من الصعوبة. ثم يمكنك أن تمنح نفسك فرصة لكي تهدأ في تلك المواقف. على سبيل المثال، إذا كنت قلقًا بشأن التعرض إلى السخرية على الأخطاء السخيفة، فيمكنك أن تقول بصراحة: "Help me out here, how do I say…..؟" (ساعدني من فضلك، كيف أقول...؟) ومن الممكن أيضًا أن تقول: "Hang on, let me finish… (أمهلني لحظة، دعني أكمل كلامي...)" إذا كان أحدهم يقاطعك بمحاولات غير صحيحة لاستنتاج المعنى الذي تقصده. 

للتعرف على مزيد من الأفكار حول تحسين ثقتك، راجع هذا الفيديو على موقع LearnEnglish حول كيفية التمرّن على التحدث خارج قاعة الدراسة.  

 لقد بدأت هذا المقال على المدونة بذكر جميع الدارسين الذين يشكون من عدم قدرتهم على الكلام رغم وصولهم إلى مستوى متقدم. وسأختتم المقال بالقول بأنني أعرف عددًا كبيرًا الأشخاص القادرين على التحدث بدرجة أكبر من الطلاقة والذين يقولون: "لم أكن معتادًا على التفوه بكلمة واحدة!"